دعا المركز الإسلامي – عائشة بكار، إلى محاضرة بعنوان ” إعجاز العلاج النفسي في القرآن والسنة ” ، ألقاها العميد الركن المتقاعد الدكتور محمد فرشوخ رئيس منتدى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وعميد كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا ، حضرها دولة الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالأستاذ عبد الفتاح خطاب، سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بمدير عام الأوقاف الإسلامية الدكتور الشيخ محمد أنيس الأروادي ، الوزيران السابقان العميد حسن السبع والدكتور خالد قباني، الأستاذ صلاح سلام رئيس تحرير جريدة اللواء ، أمين عام تيار المستقبل الشيخ أحمد الحريري ممثلاً بالأستاذ عدنان فاكهاني، رئيس المركز الإسلامي المهندس علي نور الدين عساف وأعضاء المركز، الدكتور محمود فاعور رئيس عمدة دار العجزة الاسلامية ، وأعضاء من المجلس الإسلامي الشرعي وجمع غفير من المهتمين والمثقفين وقضاة وعلماء دين واطباء وممثلو الجمعيات الأهلية والفاعليات الإجتماعي والثقافية والإعلامية .
بداية كانت تلاوة عطرة من القرآن الكريم للدكتور الشيخ محمد البيلي ثم النشيد الوطني اللبناني ، إستهل المحاضرة الدكتور محمد النّفي رئيس اللجنة الثقافية في المركز الإسلامي رحبّ فيها بالحضور بإسم المركز الإسلامي رئيساً وأعضاء ومما جاء بكلمته: “أمسيةٌ تجمعُنا لنستمعَ إلى كلامٍ يُحيِي القلوب، وهو كلامُ اللهِ سبحانه و تعالى وكلامُ رسولِه صلى الله عليه وسلم، كلامٌ لا تنتهي عِبَرُه ولا تَبلى عباراتُه. مع مرور الزمن ، تتفتّحُ معانٍ له جديدة وتظهرُ مراميه البعيدة.
من أمراض العصر، الاضطراب النفسي او المرض النفسي ، وهو نمط سلوكي أو سيكولوجي يجعل الشخص يشعر بالضيق او العجز عن الأنجاز و بالتالي يشعر بالكراهية لنفسه و بالضيق لعجزه عن حل المشاكل الأجتماعية التي يمر بها. و قد تصل به الى درجة عالية من اليأس و رغبته في الوصول الى الموت.
سندع المجالَ للدكتور الصديق الذي أصبح بينَكم وبينَه علاقةُ ثقةٍ ومحبّة، ثقةٌ بكلامِه العلميِّ الموثَّق، ومحبةٌ للطفِه وظُرفِه وللنعمةِ التي أسبغها عليه المولى تعالى. فهو منذ تقاعده قد ترك الأمنَ والسياسة، وانصرف إلى التوجيهِ والتربيةِ والدعوةِ في الجامعات وفي المنتدَيَات وعبرَ أثيرِ الإذاعة، وعلى مواقع التواصلِ الاجتماعيِّ.
ثم بدأ الدكتور فرشوخ محاضرته لافتاً إلى أن الإسلام وعلم النفس مجمعان على أن الإنسان يولد على الفطرة السليمة، وأن العقد النفسية هي وليدة الأسرة والجوار والبيئة والتجارب والمحن التي يمر بها الانسان، واعتباراً من مرحلة الأجنة بحسب ما تتعرض له الأم الحامل من مخاوف وأحزان .
ثم عرض للمطابقة اللافتة بين ما توصل إليه علم النفس وبين ما جاء في القرآن الكريم قبل 1400 سنة من أن أهم العقد النفسية هما الخوف والحزن. وقد ورد ذلك في 16 آية قرآنية مثل { لاخوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}.
كما أجرى الدكتور فرشوخ مقارنة بين المعالجة السلوكية المعرفية المتبعة في العيادات النفسية الحديثة، وبين ما جاء في القرآن والسنة، ومنها الثقة بالمعالج والعلاج فمن استعان بالله أعانه ومن وثق بما جاء في كتاب الله وعمل بموجبه شفي من وساوسه وهواجسه ومن ذلك قول الله تعالى في سورة الإسراء: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا }.
ومن أوجه المقارنة، عرض المحاضر لطرق العلاج ومنها مواجهة المخاوف، وطلب المساعدة، وتحدي الأفكار والخواطر السلبية، وتعلم تقنيات الاسترخاء ومنها الذكر والصلاة، وأخيراً تكرار عبارات العلاج ومنها الأذكار والأوراد والاستغفار.
ولفت المحاضر إلى أن المعالجة السلوكية المعرفية استهدفت العقل والأفكار والإدراك لكن القرآن الكريم والسنة النبوية قد أحدثا اختراقاً أعمق للنفس البشرية فوصلا إلى القلب وهو الملك الذي يوجّه كل الأعضاء ومنها العقل ويصلح الخلل فيه.
في الختام أوجز المحاضر بأن من لا يؤمن عرضة لأمراض نفسية لا يعرف متى تنفجر وتطيح بصاحبها لقوله تعالى في سورة الحج: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}، وبأن الله تعالى يعالج من آمن به وبكتابه وبرسوله من حيث يعلم المؤمن ومن حيث لا يعلم.
شاهد أيضاً
حفل غداء على شرف الداعية الدكتور عمر عبد الكافي
أقام المركز الاسلامي في عائشة بكار حفل غداء على شرف الداعية الدكتور عمر عبد الكافي …