نظم المركز الإسلامي – عائشة بكار ندوة حوارية بعنوان ” لبنان والصراع في الشرق الأوسط ” ألقاها الصحافي الأستاذ سركيس نعوم ، حضرها دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري ممثلاً بالدكتور داوود الصايغ ، دولة الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالأستاذ عبد الفتاح خطاب، سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بالقاضي المستشار الشيخ محمد عساف ، سعادة الأمين العام لتيار المستقبل الشيخ أحمد الحريري ممثلاً بالأستاذ مروان زنهور ، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص ممثلاً بالعميد عامر خالد ، مدير عام أمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلاً بالمقدم أيمن محمود ، رئيس اتحاد العائلات البيروتية الدكتور فوزي زيدان، رئيس المركز الإسلامي المهندس علي نور الدين عساف وأعضاء المركز نقيب المحررين الياس عون ، العميد خالد جارودي ، العقيد محمد الشيخ قائد فوج أطفاء بيروت ، أمين عام رواد الكشاف المسلم الأمير يوسف دندن ، الأستاذ محمد بركات عميد العمل الخيري في الوطن العربي ، وأعضاء من المجلس الإسلامي الشرعي وقضاة وعلماء دين وممثلو الجمعيات الأهلية والفاعليات الإجتماعية والثقافية والإعلامية وحشد من المهتمين.
بداية كانت تلاوة عطرة من القرآن الكريم ثم النشيد الوطني اللبناني ، استهل المحاضرة رئيس اللجنة الثقافية في المركز الدكتور محمد النفي رحب فيها بالحضور وعرف بالمحاضر .
//الصحافي سركيس نعوم//
بدأ سركيس نعوم الندوة بنبذة تاريخية شملت مرحلة إعلان دولة لبنان الكبير ثم الإستقلال أراد منها إثبات أمرين الأول وجود انقسام طائفي بين اللبنانيين وجد زعماء الإستقلال خلاله بالميثاق الوطني، والثاني عجز المسيحيين الذين كانت لهم الكلمة الأولى في الدولة الجديدة عن تطوير النظام اللبناني بحيث تنشأ شراكة مسيحية مسلمة في الحكم والسلطة الحقيقية فيزول الغبن الذي شعر به المسلمون ومعه يزول خوف المسيحيين من الذوبان أو من ضمور دورهم. ويُفعل وحدات عربية أو يفعل العامل الديمغرافي.
وانطلق من ذلك ليقول ان الانقسام المذكور هو السبب الرئيسي لارتباط ازمات لبنان ومشاكله بالخارج وتحديداً الصراعات في الشرق الأوسط فإن المسيحيين والمسلمين استجار كل منهما بحلفاء من خارج البلاد من أجل حسم الأوضاع لمصلحتهم ، لكن الخارج المتنوع والمتناقض وظفهما من أجل مصالحه وأحيانا كثيرة على حساب لبنان، ولم يعد في مقدورهما الخروج من أسره، وهكذا انتقل اللبنانيون من قاسم إلى آخر مدفوعين بالعامل الطائفي المسيحي الحالم ثم بالعامل المذهبي السني – الشيعي.
وأشار نعوم إلى أن حرب لبنان عام 1975 بدأت بسبب الإنقسام المشار إليه أيضاً بسبب التدخل من جهات اقليمية ثلاث بهدف تأمين مصالحها : الأولى منظمة التحرير الفلسطينية التي قدرت بعد هزيمة الجيوش النظامية العربية في حرب 1967 مع اسرائيل ان الكفاح المسلح وحده كفيل باسترجاع فلسطين المغتصبة ، وارادت ساحة مجاورة لفلسطين قد تكون قاعدة لها ومنطقة انطلاق لمواجهته . وكان لبنان هذه الساحة لأن دولته وشعبه منقسم وهذان أمران غير متوافين في دول مجاورة لفلسطين ، وكان الفلسطنيون يقدمونه بدقة فاستغلوا غضب المسلمين فيه بسبب الغبن اللاحق بهم وحماسهم القومي العربي وشجعوهم على القتال ودعموهم بالسلاح والرجال وكان الهدف تدمير الدولة والمؤسسات والسيطرة على البلاد او على قسم منها وتحويلها كفلسطين والجهة الثانية كانت سوريا حافظ الأسد التي كانت تستعد لإحتواء منظمة التحرير ومصادرة قدراتها للسيطرة على لبنان فمدت يد المساعدة للفلسطنيين وحلفائهم المسلمين وتلاعبت بالساحة اللبنانية وطوائفها كلها فتأججت الحرب وخسر الفلسطنيون عام 1982 بإجتياح اسرائيل لبنان فغادر مقاتلوهم واستمر مسلحوهم في القتال بدعم سوريا .
أما الجهة الثالثة فكانت اسرائيل التي ترفض الوجود الفلسطيني على أراضي لبنان المجاور لها والتي استغلت الخوف المسيحي منهم ومن مساعدتهم للمسلمين من أجل التدخل غير المباشر او لحماية المسيحيين ، لكن تبين لهؤلاء انهم لم يكونوا في حسابها بل إستعملتهم تحقيقاً لمصالحها.
وتابع نعوم : انتهت قضية فلسطين التي بقيت بدون حل لانشغال العرب والمسلمين بالصراعات والحروب فيما بينهم ولتراخي المجتمع الدولي مع اسرائيل، لكن الانقسامات اللبنانية لم تنته ، فاصبحنا الآن جزء من حرب سوريا وحرب العراق والصراع العسكري غير المباشر بين المملكة العربية السعودية وايران واميركا وروسيا وتركيا وسوريا بشار الأسد. وهذه الصراعات لا تزال محتدمة لكنها انهت نظاماً اقليمياً وقعه سايكس بيكو الا ان نظاماً اقليمياً جديداً لم يقُم . فهو ينتظر انتهاء الحروب الناشئة وربما الكلام عن حروب جديدة في دول اخرى ولا يستبعد احداث تغيير جديد في حدود الكيانات القائمة وان يعدل في داخل الكيانات وكما يبدو ان الدم هو الذي يرسم الحدود الجديدة .
أما الدول الكبرى وفي مقدمها أميركا فإنها تريد أن تكرس هذه الحدود ولكن بعد أن تعدّلها إذا كانت لها مصالح في ذلك.
بعد ذلك حصل حوار ونقاش وأسئلة وأجوبة تناولت أميركا وروسيا وأبرزت السعودية والإرهاب السني والارهاب الشيعي ومستقبل لبنان .