دعا المركز الإسلامي –عائشة بكار، إلى محاضرة بعنوان “لبنان بين المعادلة الداخلية والتغيير الأميركي”، ألقاها معالي الأستاذ دميانوس قطّار، حضرها دولة الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالأستاذ عبد الفتاح خطاب، سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً برئيس المحاكم الشرعية السنية العليا سماحة الدكتور الشيخ محمد عساف ، الوزير السابق الدكتور خالد قباني، النائب السابق الدكتور حسين يتيم ، أمين عام تيار المستقبل الشيخ أحمد الحريري ممثلاً بالدكتور أكرم سكرية ، سعادة سفير باكستان افتاب خوخير ، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص ممثلاً بالعميد المهندس عامر خالد ، مدير عام أمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلاً بالملازم جورج الزملوطي ، أمين عام رواد كشاف المسلم الأمير يوسف دندن، رئيس المركز الإسلامي المهندس علي نور الدين عساف وأعضاء المركز، ممثل عن السفارة المصرية، رئيس لقاء الاثنين الاستاذ نهاد الشمالي، ممثل عن رئيس جمعية الصناعيين، وأعضاء من المجلس الإسلامي الشرعي، اعضاء المنتدى الاسلامي الوطني ، وجمع من المهتمين والمثقفين وقضاة وعلماء دين واطباء وممثلو الجمعيات الأهلية والفاعليات الإجتماعية والثقافية والإعلامية .
بداية كانت تلاوة عطرة من القرآن الكريم للقارىء سعد فريجه ثم النشيد الوطني اللبناني إستهل المحاضرة الدكتور محمد النّفي رئيس اللجنة الثقافية في المركز الإسلامي رحبّ فيها بالحضور بإسم المركز الإسلامي رئيساً وأعضاء وألقى نبذة موجزة عن المحاضر الأستاذ دميانوس قطّار.
ثم ألقى رئيس المركز الإسلامي المهندس علي نور الدين عساف ووما جاء فيها :”ها نحنُ اليومَ أمامَ شخصيةٍ متميزةٍ وذات مواصفاتٍ متعددةٍ – صاحب إطلالات جذابة تشدك للاستماع إليه انه معالي الأستاذ ديميانوس قطّار الذي استطاع خلال تولى منصب وزير المالية والاقتصاد والتجارة وفي ظروف صعبة جداً أمنيا وسياسياً في حكومة أنقاذية ترأسها الرئيس نجيب ميقاتي التي كانت مهمتها إنجاز الانتخابات النيابية، ودامت ثلاثة أشهر فقط، إستطاع أن يبني علاقة طيبة مع الجمهور، ويذيع صيته كخبير مالي مخضرم ومتحدث اقتصادي مقنع . ولديه قدرة على تبسيط الأمور الاقتصادية والمالية المعقدة، وتقديم الحلول الناجعة التي تنسحب على رؤيته السياسية لكيفية إدارة البلد.
يمارس السياسة من باب القناعات الفكرية بعيداً عن الطائفية والكيدية والانحياز
وها نحنُ اليومَ نتشرفُ بحضورهِ بين أصدقائِهِ ومحبيهِ فأهلا وسهلاً به في المركز الإسلامي في قاعةِ الشهيد الشيخ أحمد عساف كي نستمعَ لمحاضرته القيمة سائلين المولى عز وجل أن يُمِدَّهُ بالصحةِ والعافيةِ كي يستمرَ بالقيامِ برسالتهِ الساميةِ التي إرتضاها لنفسهِ في المجالِ الاقتصادي والمالي والوطنيَّ” .
ثم إستهل معالي الأستاذ دميانوس قطّار محاضرته ومما جاء فيها: ” أتوجه بالشكر لمنظمي هذا اللقاء في هذا المكان الجليل الذي يوجد فيه تاريخ شهادة، يشهد على إستمرار الفكر وعلى إستمرار التواصل بين المجتمع اللبناني، وهذا الشيء يشرفني ويفرحني اليوم أن أقوم بهذه المداخلة في قاعة مركزاً للصلاة مؤشر لهذا المنبر وأن يفتح بآي من القرآن الكريم وبصمت جليل هذا الشيء يجعلني أشعر بفخر وباعتزاز.
بداية إذا أردنا أن نتكلم عن المعادلة الداخلية والتحولات منهجياً سأتدخل على أربع محاور. المحور الأول : القلق والإضطراب الدولي والإقليمي والمحلي. المحور الثاني : ماذا حصل في أميركا. المحور الثالث : ماذا يحصل في الإقليم. المحور الرابع : كيف تتفاعل المعادلة اللبنانية بهذه المحاور.
نحنا تخطينا مرحلتين مرحلة رئاسة الجمهورية وعقبة تأليف الحكومة وهذا لم يلغ مفهوم القلق ، ما زالت المؤشرات في لبنان ليست في إستقرار وليست في إرتياح بالرغم من تخطي عقبتين أساسيتين.
هناك متغيرات تبدأ بأميركا لماذا ربح ترامب في مؤشر قرأته من ضمن الدراسة أنه أول مرة في أمريكا يدخل مرشحين إلى الرئاسة بنسبة كره من الناخبين تتخطى 50 %.
وان كل الجرائد العالمية في العالم كان تقول ان ترشح ترامب هرطقة في إستحالة أن يصل شخص مثله لم يمارس السياسة بتاتاً ولم يدخل إلى أي منصب بلدي منتخب أن يصبح رئيساً لأميركا هذا الإستغراب وهذا التغيير سببه العصبية البيضاء هناك توجز استراتيجي عند الرئيس المنتخب الى استنفار عصبية الرجل الأبيض واستطاع لسببين : السبب الأول هو تحول الأقليات في بعض المناطق إلى ديناميكية قوة، والأهم من ذلك هي خسارة المراكز الصناعية الأساسية للطبقة المتوسطة في امريكا لصالح الدول الأرخص تصنيعاً وخاصة الصين . السبب الثاني خسارة الوظائف ، وخسارة المفهوم الثقافي والسلطوي للرجل الأبيض سمحت لهذا الاستنفار بمناطق الريف إستنفاراً كبيراً جداً. وهناك سؤال لماذا ربح ترامب ؟ هي كره إدارة كلينتون أصبح الأميركيون في مكان معين الغني يزيد غناه والفقير يزيد فقره، في عهد الرئيس كلينتون كان 28 مليون سنوياً يعوزون إعاشة غذائية شهرياً، واليوم تخطوا ال50 مليون هناك ردة فعل على النظام . وهذه كانت بعض الآليات المحفزة للتصويت للجمهوريين.
إذن هذه النزعة خطيرة جداً لتصدر عبر رئاسة اميركا التي هي رسالة نشر ديمقراطية وحريات الانسان وشرعة الانسان فيصبح هذا التصدير بدل من الديمقراطية الفعلية تصدير للعصبية والفئوية وربما عندنا الطائفية.
و نحن نعيش في العالم العربي والاسلامي صراع عميق ثقافي هذا الصراع سوف يتأجج اكثر فأكثر إذا تأجج في أميركا ،
هناك تحديات امام الرئيس اذكر اربعة منها:
التحدي الأول: معركة البيض وإستعادة الوظائف أمام معركة الأقليات من كل الطوائف والملل والجنسيات.
التحدي الثاني: بصفته رجل مال واعمال تحدى الاعلام، تحدى المؤسسة الاعلامية التقليدية لانه نجح في المؤسسة الرديفة وهي التواصل الاجتماعي، لكن في مجتمعنا ما زلنا متمسكين بالاعلام التقليدي.
التحدي الثالث: صراعه مع المؤسسة الأمنية.
التحدي الرابع: هو المؤسسة الحزبية الجمهورية.
كيف ينعكس هذا الأمر علينا، الوعود، الرئيس الأميركي قام بوعود للشرق الأوسط.
وهي :رفضه للإتفاق النووي الإيراني.
ونقل السفارة بإسرائيل.
ويقول بأنه يستطيع القيام بإحلال السلام في الشرق الأوسط
وأخيراً نبه المحاضر إذا لم نلجأ إلى تفعيل القوة الشعبية عبر الانتخاب وإعادة تكوين سلطة سليمة شاملة تضم أكبر عدد ممكن من الخصوصية اللبنانية والتواجد اللبناني سيكون عندنا صعوبة إذا بقيت السلطة متحجرة لانها لا تسمح بالمحاسبة.
وفي الختام قدم رئيس المركز المهندس علي نور الدين عساف والدكتور محمد النفّي درع المركز لمعالي الأستاذ دميانوس قطّار عربون شكر وتقدير لعطاءاته في خدمة المجتمع.
وفي ختام المحاضرة وجرى حوار مفتوح مع المحاضر ، حيث أجاب على اسئلة الحضور.